کد مطلب:90544 شنبه 1 فروردين 1394 آمار بازدید:153

خطبة له علیه السلام (57)-بعد ما بلغه غدر عمرو بن العاص بأبی















بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمنِ الرَّحیِمِ اَلْحَمْدُ للَّهِ وَ إِنْ أَتَی الدَّهْرُ بِالْخَطْبِ الْفَادِحِ وَ الْحَدَثِ الْجَلیلِ، فَ إِنَّهُ[1] مَا یَنْجُو مِنَ

[صفحه 477]

الْمَوْتِ مَنْ خَافَهُ، وَ لاَ یُعْطَی الْبَقَاءَ مَنْ أَحَبَّهُ، وَ مَنْ جَری فی عِنَانِ أَمَلِهِ عَثَرَ بِأَجَلِهِ.

وَ أَشْهَدُ أَنْ لاَ إِلهَ إِلاَّ اللَّهُ، لَیْسَ مَعهُ إِلهٌ غَیْرُهُ، وَ أَنَّ مُحَمَّداً عَبْدُهُ وَ رَسُولُهُ صَلَّی اللَّهُ عَلَیْهِ وَ آلِهِ.

أَمَّا بَعْدُ، أَیُّهَا النَّاسُ، إِنَّ الْوَفَاءَ تَوْأَمُ الصِّدْقِ، وَ لاَ أَعْلَمُ جُنَّةً أَوْقی مِنْهُ، وَ لاَ یَغْدِرُ مَنْ عَلِمَ كَیْفَ الْمَرْجِعُ.

وَ لَقَدْ أَصْبَحْنَا فی زَمَانٍ قَدِ اتَّخَذَ أَكْثَرُ أَهْلِهِ الْغَدْرَ كَیْساً، وَ نَسَبَهُمْ أَهْلُ الْجَهْلِ فیهِ إِلی حُسْنِ الْحیلَةِ.

مَا لَهُمْ، قَاتَلَهُمُ اللَّهُ قَدْ یَرَی الْحُوَّلُ الْقُلَّبُ وَجْهَ الْحیلَةِ، وَ دُونَهَا[2] مَانِعٌ مِنَ اللَّهِ[3]، فَیَدَعُهَا رَأْیَ عَیْنٍ[4] بَعْدَ الْقُدْرَةِ عَلَیْهَا، وَ یَنْتَهِزُ فُرْصَتَهَا مَنْ لاَ حَریجَةَ لَهُ فِی الدِّینِ.

أَلاَ وَ[5] إِنَّ مَعْصِیَةَ الشَّیْخِ[6]، النَّاصِحِ، الشَّفیقِ، الْعَالِمِ، الْمُجَرِّبِ، تُورِثُ الْحَسْرَةَ، وَ تُعْقِبُ النَّدَامَةَ.

وَ قَدْ كُنْتُ أَمَرْتُكُمْ فی هذَیْنِ الرَّجُلَیْنِ وَ فی[7] هذِهِ الْحُكُومَةِ أَمْری، وَ نَخَلْتُ[8] لَكُمْ مَخْزُونَ رَأْیی، لَوْ كَانَ یُطَاعُ لِقَصیرٍ أَمْرٌ.

وَ لكِنَّكُمْ وَ هَنْتُمْ وَ تَفَرَّقْتُمْ[9]، فَأَبَیْتُمْ عَلَیَّ إِبَاءَ الْمُخَالِفینَ الْجُفَاةِ، وَ الْمُنَابِذینَ الْعُصَاةِ، حَتَّی ارْتَابَ النَّاصِحُ بِنُصْحِهِ، وَ ضَنَّ[10] الزَّنْدُ بِقَدْحِهِ، فَكُنْتُ أَنَا وَ إِیَّاكُمْ كَمَا قَالَ أَخُو هَوَازِنَ:

[صفحه 478]

أَمَرْتُكُمُ أَمْری بِمُنْعَرَجِ الْلِّوی

فَلَمْ تَسْتَبینُو النُّصْحَ إِلاَّ ضُحَی الْغَدِ

فَلَمَّا عَصَوْنی كُنْتُ فیهِمْ وَ قَدْ أَری

غِوَایَتَهُمْ أَوْ أَنَّنی غَیْرُ مُهْتَدِ[11] أَلاَ وَ إِنَّ الْقَوْمَ اخْتَارُوا لأَنْفُسِهِمْ أَقْرَبَ الْقَوْمِ مِمَّا یُحِبُّونَ[12]، وَ إِنَّكُمُ اخْتَرْتُمْ لأَنْفُسِكُمْ أَقْرَبَ الْقَوْمِ مِمَّا تَكْرهُونَ.

وَ إِنَّمَا عَهْدُكُمْ بِعَبْدِ اللَّهِ بْنِ قَیْسٍ بِالأَمْسِ وَ هُوَ[13] یَقُولُ: إِنَّهَا فِتْنَةٌ، فَقَطِّعُوا أَوْتَارَكُمْ، وَ شیمُوا سُیُوفَكُمْ، فَإِنْ كَانَ صَادِقاً فَقَدْ أَخْطَأَ بِمَسیرِهِ غَیْرَ مُسْتَكْرَهٍ، وَ إِنْ كَانَ كَاذِباً فَقَدْ لَزِمَتْهُ التُّهْمَةُ.

فَادْفَعُوا فی صَدْرِ عَمْرِو بْنِ الْعَاصِ بِعَبْدِ اللَّهِ بْنِ الْعَبَّاسِ، وَ خُذُوا مَهَلَ الأَیَّامِ، وَ حُوطُوا قَوَاصِیَ الإِسْلاَمِ.

وَ خَاصَمَنِی الْقَوْمُ بِالْقُرْآنِ، وَ دَعَوْنَا إِلَیْهِ[14]، وَ هُمْ جُفَاةٌ طَغَامٌ، وَ عَبیدٌ أَقْزَامٌ، جُمِّعُوا مِنْ كُلِّ أَوْبٍ،

وَ تُلُقِّطُوا مِنْ كُلِّ شَوْبٍ، مِمَّنْ یَنْبَغی أَنْ یُفَقَّهَ وَ یُؤَدَّبَ، وَ یُعَلَّمَ وَ یُدَرَّبَ، وَ یُوَلَّی عَلَیْهِ، وَ یُؤْخَذَ عَلی یَدَیْهِ.

لَیْسُوا مِنَ الْمُهَاجِرینَ وَ الأَنْصَارِ، وَ لاَ مِنَ الَّذینَ تَبَوَّءُوا الدَّارَ وَ الإیمَانَ، وَ لاَ التَّابِعینَ بِإِحْسَانٍ.

فَخَشیتُ إِنْ أَبَیْتُ الَّذی دَعَوْا إِلَیْهِ مِنَ الْقُرْآنِ وَ الْحُكْمِ أَنْ تَتَأَوَّلُوا عَلَیَّ قَوْلَ اللَّهِ: أَلَمْ تَرَ إِلَی الَّذینَ أُوتُوا نَصیباً مِنَ الْكِتَابِ یُدْعَوْنَ إِلی كِتَابِ اللَّهِ لِیَحْكُمَ بَیْنَهُمْ ثُمَّ یَتَوَلَّی فَریقٌ مِنْهُمْ وَ هُمْ مُعْرِضُونَ[15]..

وَ تَتَأَوَّلُوا عَلَیَّ قَوْلَهُ: یَا أَیُّهَا الَّذینَ آمَنُوا لاَ تَقْتُلُوا الصَّیْدَ وَ أَنْتُمْ حُرُمٌ وَ مَنْ قَتَلَهُ مِنْكُمْ مُتَعَمِّداً فَجَزَاءٌ مِثْلُ مَا قَتَلَ مِنَ النَّعَمِ یَحْكُمُ بِهِ ذَوَا عَدْلٍ مِنْكُمْ هَدْیاً بَالِغَ الْكَعْبَةِ[16].

وَ أَنْ تَتَأَوَّلُوا عَلَیَّ قَوْلَهُ: وَ إِنْ خِفْتُمْ شِقَاقَ بَیْنِهِمَا فَابْعَثُوا حَكَماً مِنْ أَهْلِهِ وَ حَكَماً مِنْ أَهْلِهَا إِنْ یُریدَا إِصْلاَحاً یُوَفِّقِ اللَّهُ بَیْنَهُمَا[17].

وَ خَشیتُ أَنْ تَقُولُوا: فَرَضَ اللَّهُ فی كِتَابِهِ الْحُكُومَةَ فی أَصْغَرِ الأُمُورِ، فَكَیْفَ بِالأَمْرِ الَّذی فیهِ

[صفحه 479]

سَفْكُ الدِّمَاءِ، وَ قَطْعُ الأَرْحَامِ، وَ انْهِتَاكُ الْحَریمِ.

فَلَمْ آبَ عَلَیْهِمُ التَّحَاكُمَ.

وَ اللَّهِ إِنّی لأَعْرِفُ مَنْ حَمَلَكُمْ عَلی خِلاَفی، وَ التَّرْكِ لأَمْری، وَ لَوْ أَشَاءُ أَخْذَهُ لَفَعَلْتُ، وَ لكِنَّ اللَّهَ مِنْ وَرَائِهِ[18].


صفحه 477، 478، 479.








    1. ورد فی منهاج البراعة للخوئی ج 4 ص 188.
    2. دونه. ورد فی نسخة العام 400 ص 48. و نسخة الآملی ص 34. و نسخة عبده ص 146. و نسخة العطاردی ص 49.
    3. من أمر اللّه و نهیه. ورد فی المصادر السابقة. و نسخة الصالح ص 83.
    4. العین. ورد فی نسخة ابن المؤدب ص 33. و نسخة نصیری ص 16. و نسخة الأسترابادی ص 50. و نسخة العطاردی ص 49 عن نسخة موجودة فی مكتبة ممتاز العلماء فی لكنهور الهند.
    5. ورد فی
    6. ورد فی نثر الدرّ للآبی ج 1 ص 319.
    7. ورد فی أنساب الأشراف ج 2 ص 366. و الإمامة و السیاسة ج 1 ص 163. و تاریخ الطبری ج 4 ص 57. و تذكرة الخواص ص 96. و البدایة و النهایة ج 7 ص 297. و نور الأبصار ص 112. و المستدرك لكاشف الغطاء ص 54. و نهج السعادة ج 2 ص 356.
    8. نحلت. ورد فی نسخة ابن المؤدب ص 30.
    9. ورد فی أنساب الأشراف للبلاذری ج 2 ص 366. باختلاف.
    10. ظنّ. ورد فی
    11. ورد فی نثر الدرّ للآبی ج 1 ص 319. و منهاج البراعة للخوئی ج 4 ص 88.
    12. تحبّون. ورد فی نسخة ابن أبی المحاسن ص 271. و نسخة الصالح ص 357.
    13. ورد فی مروج الذهب للمسعودی ج 2 ص 416.
    14. ورد فی
    15. آل عمران، 23.
    16. المائدة، 59.
    17. النساء، 35.
    18. ورد فی أنساب الأشراف للبلاذری ج 2 ص 353. و مروج الذهب للمسعودی ج 2 ص 412. باختلاف.