کد مطلب:90544 شنبه 1 فروردين 1394 آمار بازدید:153
[صفحه 477] الْمَوْتِ مَنْ خَافَهُ، وَ لاَ یُعْطَی الْبَقَاءَ مَنْ أَحَبَّهُ، وَ مَنْ جَری فی عِنَانِ أَمَلِهِ عَثَرَ بِأَجَلِهِ. وَ أَشْهَدُ أَنْ لاَ إِلهَ إِلاَّ اللَّهُ، لَیْسَ مَعهُ إِلهٌ غَیْرُهُ، وَ أَنَّ مُحَمَّداً عَبْدُهُ وَ رَسُولُهُ صَلَّی اللَّهُ عَلَیْهِ وَ آلِهِ. أَمَّا بَعْدُ، أَیُّهَا النَّاسُ، إِنَّ الْوَفَاءَ تَوْأَمُ الصِّدْقِ، وَ لاَ أَعْلَمُ جُنَّةً أَوْقی مِنْهُ، وَ لاَ یَغْدِرُ مَنْ عَلِمَ كَیْفَ الْمَرْجِعُ. وَ لَقَدْ أَصْبَحْنَا فی زَمَانٍ قَدِ اتَّخَذَ أَكْثَرُ أَهْلِهِ الْغَدْرَ كَیْساً، وَ نَسَبَهُمْ أَهْلُ الْجَهْلِ فیهِ إِلی حُسْنِ الْحیلَةِ. مَا لَهُمْ، قَاتَلَهُمُ اللَّهُ قَدْ یَرَی الْحُوَّلُ الْقُلَّبُ وَجْهَ الْحیلَةِ، وَ دُونَهَا[2] مَانِعٌ مِنَ اللَّهِ[3]، فَیَدَعُهَا رَأْیَ عَیْنٍ[4] بَعْدَ الْقُدْرَةِ عَلَیْهَا، وَ یَنْتَهِزُ فُرْصَتَهَا مَنْ لاَ حَریجَةَ لَهُ فِی الدِّینِ. أَلاَ وَ[5] إِنَّ مَعْصِیَةَ الشَّیْخِ[6]، النَّاصِحِ، الشَّفیقِ، الْعَالِمِ، الْمُجَرِّبِ، تُورِثُ الْحَسْرَةَ، وَ تُعْقِبُ النَّدَامَةَ. وَ قَدْ كُنْتُ أَمَرْتُكُمْ فی هذَیْنِ الرَّجُلَیْنِ وَ فی[7] هذِهِ الْحُكُومَةِ أَمْری، وَ نَخَلْتُ[8] لَكُمْ مَخْزُونَ رَأْیی، لَوْ كَانَ یُطَاعُ لِقَصیرٍ أَمْرٌ. وَ لكِنَّكُمْ وَ هَنْتُمْ وَ تَفَرَّقْتُمْ[9]، فَأَبَیْتُمْ عَلَیَّ إِبَاءَ الْمُخَالِفینَ الْجُفَاةِ، وَ الْمُنَابِذینَ الْعُصَاةِ، حَتَّی ارْتَابَ النَّاصِحُ بِنُصْحِهِ، وَ ضَنَّ[10] الزَّنْدُ بِقَدْحِهِ، فَكُنْتُ أَنَا وَ إِیَّاكُمْ كَمَا قَالَ أَخُو هَوَازِنَ: [صفحه 478] أَمَرْتُكُمُ أَمْری بِمُنْعَرَجِ الْلِّوی فَلَمْ تَسْتَبینُو النُّصْحَ إِلاَّ ضُحَی الْغَدِ فَلَمَّا عَصَوْنی كُنْتُ فیهِمْ وَ قَدْ أَری غِوَایَتَهُمْ أَوْ أَنَّنی غَیْرُ مُهْتَدِ[11] أَلاَ وَ إِنَّ الْقَوْمَ اخْتَارُوا لأَنْفُسِهِمْ أَقْرَبَ الْقَوْمِ مِمَّا یُحِبُّونَ[12]، وَ إِنَّكُمُ اخْتَرْتُمْ لأَنْفُسِكُمْ أَقْرَبَ الْقَوْمِ مِمَّا تَكْرهُونَ. وَ إِنَّمَا عَهْدُكُمْ بِعَبْدِ اللَّهِ بْنِ قَیْسٍ بِالأَمْسِ وَ هُوَ[13] یَقُولُ: إِنَّهَا فِتْنَةٌ، فَقَطِّعُوا أَوْتَارَكُمْ، وَ شیمُوا سُیُوفَكُمْ، فَإِنْ كَانَ صَادِقاً فَقَدْ أَخْطَأَ بِمَسیرِهِ غَیْرَ مُسْتَكْرَهٍ، وَ إِنْ كَانَ كَاذِباً فَقَدْ لَزِمَتْهُ التُّهْمَةُ. فَادْفَعُوا فی صَدْرِ عَمْرِو بْنِ الْعَاصِ بِعَبْدِ اللَّهِ بْنِ الْعَبَّاسِ، وَ خُذُوا مَهَلَ الأَیَّامِ، وَ حُوطُوا قَوَاصِیَ الإِسْلاَمِ. وَ خَاصَمَنِی الْقَوْمُ بِالْقُرْآنِ، وَ دَعَوْنَا إِلَیْهِ[14]، وَ هُمْ جُفَاةٌ طَغَامٌ، وَ عَبیدٌ أَقْزَامٌ، جُمِّعُوا مِنْ كُلِّ أَوْبٍ، وَ تُلُقِّطُوا مِنْ كُلِّ شَوْبٍ، مِمَّنْ یَنْبَغی أَنْ یُفَقَّهَ وَ یُؤَدَّبَ، وَ یُعَلَّمَ وَ یُدَرَّبَ، وَ یُوَلَّی عَلَیْهِ، وَ یُؤْخَذَ عَلی یَدَیْهِ. لَیْسُوا مِنَ الْمُهَاجِرینَ وَ الأَنْصَارِ، وَ لاَ مِنَ الَّذینَ تَبَوَّءُوا الدَّارَ وَ الإیمَانَ، وَ لاَ التَّابِعینَ بِإِحْسَانٍ. فَخَشیتُ إِنْ أَبَیْتُ الَّذی دَعَوْا إِلَیْهِ مِنَ الْقُرْآنِ وَ الْحُكْمِ أَنْ تَتَأَوَّلُوا عَلَیَّ قَوْلَ اللَّهِ: أَلَمْ تَرَ إِلَی الَّذینَ أُوتُوا نَصیباً مِنَ الْكِتَابِ یُدْعَوْنَ إِلی كِتَابِ اللَّهِ لِیَحْكُمَ بَیْنَهُمْ ثُمَّ یَتَوَلَّی فَریقٌ مِنْهُمْ وَ هُمْ مُعْرِضُونَ[15].. وَ تَتَأَوَّلُوا عَلَیَّ قَوْلَهُ: یَا أَیُّهَا الَّذینَ آمَنُوا لاَ تَقْتُلُوا الصَّیْدَ وَ أَنْتُمْ حُرُمٌ وَ مَنْ قَتَلَهُ مِنْكُمْ مُتَعَمِّداً فَجَزَاءٌ مِثْلُ مَا قَتَلَ مِنَ النَّعَمِ یَحْكُمُ بِهِ ذَوَا عَدْلٍ مِنْكُمْ هَدْیاً بَالِغَ الْكَعْبَةِ[16]. وَ أَنْ تَتَأَوَّلُوا عَلَیَّ قَوْلَهُ: وَ إِنْ خِفْتُمْ شِقَاقَ بَیْنِهِمَا فَابْعَثُوا حَكَماً مِنْ أَهْلِهِ وَ حَكَماً مِنْ أَهْلِهَا إِنْ یُریدَا إِصْلاَحاً یُوَفِّقِ اللَّهُ بَیْنَهُمَا[17]. وَ خَشیتُ أَنْ تَقُولُوا: فَرَضَ اللَّهُ فی كِتَابِهِ الْحُكُومَةَ فی أَصْغَرِ الأُمُورِ، فَكَیْفَ بِالأَمْرِ الَّذی فیهِ [صفحه 479] سَفْكُ الدِّمَاءِ، وَ قَطْعُ الأَرْحَامِ، وَ انْهِتَاكُ الْحَریمِ. فَلَمْ آبَ عَلَیْهِمُ التَّحَاكُمَ. وَ اللَّهِ إِنّی لأَعْرِفُ مَنْ حَمَلَكُمْ عَلی خِلاَفی، وَ التَّرْكِ لأَمْری، وَ لَوْ أَشَاءُ أَخْذَهُ لَفَعَلْتُ، وَ لكِنَّ اللَّهَ مِنْ وَرَائِهِ[18].
بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمنِ الرَّحیِمِ اَلْحَمْدُ للَّهِ وَ إِنْ أَتَی الدَّهْرُ بِالْخَطْبِ الْفَادِحِ وَ الْحَدَثِ الْجَلیلِ، فَ إِنَّهُ[1] مَا یَنْجُو مِنَ
صفحه 477، 478، 479.